الجمعية الجغرافية المصرية
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الجمعية الجغرافية المصرية
"نظرًا لما يعود على مصر من نفع جزيل وفوائد جليلة من العلوم الجغرافية والمصالح الصناعية والتجارية بارتياد الأمصار وأقطار إفريقيا، وما يجاورها من البلدان، أمرنا بما هو آت:
- مادة أولى: تأسيس بالقاهرة جمعية جغرافية، صرحنا بأن تحمل اسم (الجمعية الجغرافية الخديوية).
- مادة ثانية: تصدق على قانون الجمعية المذكورة المرفق بهذا المرسوم.
صدر في القاهرة في 19 مايو 1875م
التوقيع
"الخديوي إسماعيل باشا"
بهذا القرار ظهر إلى الوجود أول مؤسسة علمية في مجال الجغرافيا (والعلوم المرتبطة بها من علوم الجيولوجيا والفلك) في المنطقة، وبذلك كانت هذه المؤسسة العلمية الجغرافية السابعة على مستوى العالم، وقد كان أول رئيس لها الدكتور "شفياينفورت"، وقد اتجهت الجهود العلمية للجمعية عند نشأتها إلى مجال الكشوف الجغرافية في قارة إفريقيا، والاتصال مع الجمعيات العالمية المماثلة؛ لتبادل البحوث والخبرات. وقد تم تعديل قانونها الأساسي في عام 1917م، وتولى رئاستها الأمير أحمد فؤاد (الملك أحمد فؤاد فيما بعد)، وتم النَصّ على الاهتمام بالعلوم الجغرافية والعلوم المتصلة بها في مصر وإفريقيا والبلدان المجاورة، وصار اسمها "الجمعية الجغرافية الملكية"، ثم انتهى بها الحال بعد ثورة يوليو 1952، إلى اسمها "الجمعية الجغرافية المصرية"، وصار مجال الاهتمام مصر وإفريقيا والعالم العربي، وقد حرصت الجمعية منذ نشأتها على إصدار نشرة دورية عن بحوثها وأنشطتها العالمية، وتبادل المطبوعات العلمية (في مجال نشاطها) مع المؤسسات الدولية المماثلة لها، والحرص على إبراز إنتاج العلماء المصريين والعرب في هذا المجال.
ومن أبرز رؤساء الجمعية من المصريين:
- محمود الفلكي باشا
1883-1890م
- الأمير عباس حلمي (الخديوي عباس حلمي الثاني)
1889-1890م
- الأمير أحمد فؤاد (الملك فؤاد الأول)
1915-1918م
- إسماعيل صدقي باشا (رئيس وزراء مصر)
1918-1919م
- شريف صبري باشا
1946-1955م
- مصطفى عامر
1955-1965م
-أ.د. سليمان حزين
1965-1993م
(رئيس ومؤسس جامعة أسيوط ـ ورئيس لجان الترقية العلمية لأساتذة الجامعات المصرية)
- الرئيس الحالي: أ.د. محمد صفي الدين أبو العز
1993 إلى الآن
فهرست |
[تحرير] مقر الجمعية ومقتنياتها
بدأت الجمعية نشاطها في قاعة بيت "محمد بك الدفتردار" (زوج ابنة محمد علي باشا الكبير)، ثم انتقلت إلى مقر جديد؛ حيث حلّت محل المحكمة المختلطة (بميدان الخازندار بالقاهرة)، ثم انتهت إلى موقعها الحالي بشارع القصر العيني، بجوار مجلسي الشعب والشورى المصريين، وهو مبنى تاريخي، شغلته وكالة حكومة السودان، حتى انتقلت إليه الجمعية في عام 1925. وقد أقيم احتفال عند افتتاح المقر الجديد؛ حيث كان احتفالا أيضًا بمرور خمسين عامًا على تأسيس الجمعية، وشاركت وفود من كافة الجمعيات العالمية المماثلة، بالإضافة إلى عقد المؤتمر الجغرافي الدولي الثاني عشر بها، فكان حفلاً عالميًا علميًا، وقد كانت هذه المرة الأولى التي يُعقد بها هذا المؤتمر خارج أوروبا، ووضع الجمعية في مكانها الدولي الذي يليق بها.
وقد تأسس بالدور الأول بالجمعية متحف إثنوجرافي، به قطع نادرة الوجود، والدور الثاني خُصص لمكتبة الجمعية وقاعة المحاضرات، وسنعرض بإيجاز محتويات المتحف والمكتبة:
[تحرير] أولاً: المتحف
قاعة القاهرة: وتشتمل على مجموعة مقتنيات تعرض العادات والتقاليد في مدينة القاهرة، مثل: أدوات التدخين، وأدوات الزينة، وأدوات السحر، وبعض فنون الخط العربي.. وأهم المقتنيات المحمل النبوي الشريف من عصر الملك فؤاد، وكذلك به قطعة نادرة؛ وهي التختروان المستعمل في القرن الـ 17، 18 في مصر، وهو ما كان تُزف فيه العروس، بالإضافة إلى بعض الأشغال المرتبطة بالعرس.
وتوجد قاعة ثانية تُعرض فيها أشكال الحِرَف والصناعات التي كانت منتشرة بمصر، مثل: الخط العربي، وصناعة النحاس والزجاج، وغيرها..
قاعة إفريقيا: وتضم مقتنيات من ممتلكات المكتشفين المصرين والأجانب، وبه مجموعة من الدروع والحراب الإفريقية، وكذلك أدوات منزلية، وطبول وأدوات موسيقية من مناطق إفريقيا مختلفة.
قاعة قناة السويس: وهي تحوي مجموعة كبيرة من الخرائط والوثائق والمجسمات الخاصة بالقناة في وقت حفرها وافتتاحها.
كما يوجد بالمتحف 6 مجسمات لبواخر قديمة، وكذلك لمدن القناة عند إنشائها، وكذلك عدد من الخرائط المجسمة لكافة تفاصيل منطقة القناة.
[تحرير] ثانيًا: المكتبة
كانت نواة المكتبة عبارة عن 2500 مجلد هدية من الخديوي إسماعيل عند التأسيس، ثم تعاقب بعد ذلك الإهداء من كافة الأمراء، ثم مكتبة محمود الفلكي بأكملها (300 مجلد)، ومكتبة حيدر فاضل (7000 مجلد)، ومكتبة الأمير محمد علي توفيق (7000 مجلد)، ثم مكتبة أ.د. سليمان حزين، كما أهدى إليها رئيسها الحالي جانبًا من مكتبته الخاصة، وهذا الرصيد يجعلها من أكبر المكتبات المتخصصة في العالم؛ سواء في مجال المكتبات القديمة والتي تتحدث عن مراحل الكشوف الجغرافية وتطورها وخرائطها، أو في مجال المواكبة للبحوث العلمية الحديثة في مجالها.
[تحرير] الدور القومي للجمعية
حرصت الجمعية، وخاصة في فترة أ.د. سليمان حزين على التواصل العربي؛ فقد سعى الرجل (وقبل أن يتولى مسؤولية الجمعية) على عقد المؤتمر الجغرافي العربي الأول في القاهرة في يناير 1962م، وحضره ممثلون من الدول العربية، وقد انتهى بقيام "اتحاد الجغرافيين العرب"، وقد وافق الجميع على أن يكون المقر بالجمعية الجغرافية المصرية بالقاهرة. وفي عام 1967 قررت الجمعية أن تُصدِر مجلة جغرافية عربية، وقد صدر العدد الأول منها عام 1968 محررًا باللغة العربية، وقد اجتهدت المجلة في تعريب المصطلحات الجغرافية والاهتمام بنشر الثقافة الجغرافية بين القراء العرب، ونشر البحوث المتعلقة بالمنطقة العربية ونشرها بين المتخصصين في هذا المجال، وما زالت المجلة والاتحاد يقومان برسالتهما من مقر الجمعية بالقاهرة.
[تحرير] إصدارات الجمعية الجغرافية
يصدر عن الجمعية عدة إصدارات، على رأسها مجلتها الدورية التي وصلت أعدادها إلى 70 مجلدًا (منذ 1875 إلى الآن)، وهي تصدر باللغة الفرنسية والإنجليزية؛ وذلك بغرض التوصل مع الجمعيات الدولية، وإظهار علمائنا في هذا المجال.
ثم جاء الإصدار لمجلة (المجلة الجغرافية العربية) السابق ذكرها، ويضاف لهذا سلسلة بحوث جغرافية، وهي غير دورية، وقد بدأت في إصدارها منذ عام 1996م، وكذلك الإصدارات الخاصة منذ عام 1995م، مثل ندوة "حرب الخليج" (1991م)، وندوة "المياه في الوطن العربي" (1994م)، وندوة "جغرافية الجريمة ومناهجها وأبعادها" (1995م).
والجمعية تسعى إلى التواصل مع كافة المهتمين بمجالات الجغرافية المختلفة؛ سواء بالاتصال المباشر أو بالمراسلة، وقد بلغ عدد أعضاء الجمعية أكثر من 700 عضو بالمراسلة (حتى عام 1999م)، بخلاف الباحثين والدارسين المرتبطين بها، وهي الآن تسعى إلى أن تأخذ مكانها على شبكة الإنترنت من خلال الشبكة القومية للمعلومات؛ ليستفيد من إمكاناتها كافة المهتمين، ولتتواصل مع الباحثين، ولتستمر في أداء دورها الريادي.