عقد اجتماعي
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
فهرست |
[تحرير] مقدمة تاريخية
يتردد مصطلح (العقد الإجتماعي) على إمتداد تاريخ أدبيات الفكر الأنساني منذ القدم وفي عدّة مجالات مختلفة منه, إبتداءا من ظهوره في فلسفات (سقراط* وأفلاطون*400قبل الميلاد), ومن ثمّ دراسته وبلورته بشكل "نظرية علمية" علي يد بعض علماء الإجتماع أمثال (توماس هوبز1588-1679م),(جون لوك 1632-1704م) و(جان جاك روسو1712-1778م) , لتظهر في ما بعد ذلك إنعكاساته كرمز محرّك لأحداث سياسية غيرت مجرى التاريخ مثل (الثورة الفرنسية 1789م).
[تحرير] مصطلح (العقد الإجتماعي)
هو عبارة عن إتّفاق مجموعة من "الأفراد" فيما بينهم لتكوين "مجتمع" , بناءا على قاعدة الفائدة المتبادلة وتجنب الإضرار , مقابل تسليم الفرد لإرادة الجماعة , ممثّلة بالسلطة.
[تحرير] النظريات التي تفسّر نشوء (العقد الإجتماعي)
[تحرير] توماس هوبز
في محاولة لدراسة نشوء المجتمعات الإنسانية , إنطلق هوبز من السؤال التالي: لماذا يجب علينا أن نخضع للسلطة؟
وللإجابة على هذا السؤال , قام هوبز بوضع نفسه في مرحلة (ما قبل المجتمع) الإفتراضية ومن ثمّ قارن بينها وبين الحالة ( المجتمعية), ليستنتج بعدها الأسباب التي دعت لنشوء تلك المجتمعات والمكاسب التي تحققت منها وجد هوبز أنّ الإنسان في مرحلة ما قبل المجتمع (الحالة الأصلية State of Nature) يتركز أهتمامه في "المصلحة الذاتية", ومع وجود مصادر محدودة وغياب سلطة تجبر الأفراد على التعاون , أستنتج أن الحياة في مثل هذه البيئة ستكون (صعبة التحمّل) وقاسية جدا, بحيث يخشى كلّ فرد على حياته من الآخر, ولا يستطيع أحدهم ضمان تلبية حاجاته ورغباته لمدّة زمنية طويلة,وعليه أستنتج أن مرحلة (ماقبل المجتمع) الهمجية, تحوى أسوأ ظروف يمكن أن يعيشها الإنسان, مما يطرح وبقوة ضرورة تكون التجمعات البشرية والقوانين التي تحكمها. رأى هوبز أن الطريق للخروج من الحالة السابقة هو عن طريق الإتفاق على العيش تحت (قوانين مشتركة) والأتفاق على إيجاد (آلية لفرض القوانين) عن طريق سلطة حاكمة ,ويرى هوبز بضرورة وجود "سلطة مطلقة وإن ظهرت لديها إنحرافات بسبب (غلبة العاطفة على المنطق) ولكنه تقبل ذلك , معللا رأيه بأن (السّلطة هي الشيء الوحيد الذي يقف بيننا وبين العودة للهمجية).
[تحرير] جون لوك
أستخدم لوك نفس المنهجية السابقة لهوبز , إلاّ أنه أختلف معه في كون (الحالة الأصلية State of Nature) مع أنعدام القوانين فيها فأنها تحتوى على أسس أخلاقية, وبالتالي فهي (ممكنة التحمّل) ولها أمثلة واقعية , وليست "إفتراضية" كما هو الحال عند هوبز كما أختلف لوك مع هوبز في معارضته لمبدأ "السّلطة المطلقة" , ورأى أن ّ الفرد له حقّ مقاومة السّلطة "الغاشمة", إنطلاقا من مبدأ الدفاع عن النفس.
[تحرير] جان جاك روسو
خالف روسو سابقيه(هوبز ولوك) في إفتراضهما كون (الحالة الأصلية State of Nature) هي حالة مليئة بالمشاكل والظروف السيئة, بل على العكس توقع روسو أن الناس كانوا في تلك الحالة يعيشون حالة أكتفاء ذاتي وسلام في ظلّ مبادئ أخلاقية يرى روسو أنّ التجمّع أتي نتيجة لعوامل أقتصادية مثل الإختراعات وتطور عوامل الإنتاج وتقسيم العمل, ممّا أنشأ قيم "جماهيرية" جديدة ناتجة عن المقارنة مثل (الخجل والحسد والفخر..) وأهمّ هذه القيم في رأي روسو هي (الملكية الخاصة) حيث يعتبر إيجاد هذه الفكرة منحنى تاريخي مهم في مسيرة البشرية سبّب ظهور (الملكية الخاصة) ظهور قيم أخرى مثل (الجشع, المنافسة, عدم المساواة,,,) الشيء الذي أخرج البشرية من حالتها الأصلية"الطاهرة" وكنتيجة للملكية الخاصة إنقسم الناس إلى أصحاب أملاك وإلى عمّال لديهم, مما أوجد نظام (الطبقات الإجتماعية), أدرك أصحاب الأملاك أنّ من مصلحتهم إنشاء "حكومة" لتحمي ملكياتهم من الذين لا يمتلكونها ولكنهم يعتقدون أنهم قادرون على الإستيلاء عليها بالقوّة,ومن ثمّ تمّ تأسيس الحكومة من خلال "عقد" ينصّ على توفير المساواة والحماية للجميع بلا إستثناء , على الرغم من أن الغرض الحقيقى من إنشاء مثل هذه الحكومة هو تكريس "اللامساواة" والتي نتجت عن الملكية الخاصة , الشيء الذي يراه روسو السبب في معاناة المجتمعات الحديثة.