زراعة
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
زراعة : هى عملية إنتاج الغذاء ، العلف ،والألياف و سلع أخرى عن طريق التربية النظامية للنبات و الحيوان.
زراعة تأتى من "زَرَعَ" الحبً زرْعاً أى بَذَرهُ ، و حرَثَ الأرض للزراعة أى هيئهَا لبذَر الحبً. قديما زراعة كانت تعنى "علْمُ فلاحة الأراضى" فقط و لكن كلمة زراعة الأن تغطى كما سبق الذكر كل الأنشطة الأساسية لإنتاج الغذاء و العلف و الألياف، شاملة فى ذلك كل التقنيات المطلوبة لتربية و معالجة الماشية و الدواجن.
فى الأنجليزية و سائر اللغات المشتقة من الاتينية فإن زراعة تعنى Agriculture ، Agri من الكلمة الاتينية ager (أى حقل)، و culture من cultura و التى تعنى "حراثَة" بمعنى "حراثَة التربة أو الأرض للزراعة".
و كما سبق القول فإن زراعة تعنى علم الزراعة. تاريخ الزراعة مرتبط ارتباطاً وثيقا بتاريخ الأنسان، و كانت التُطورات الزراعية عوامل شديدة الأهمية فى التغير الاجتماعى و ذلك يتضمن التخصص فى النشاط الأنسانى.
إثنان و اربعون فى المائة من العاملين فى العالم يشتغلون فى مجال الزراعة، جاعلين الزراعة أكثر الوظائف شيوعا.
فهرست |
[تحرير] نظرة عامة
الزراعة تشير الى مجال واسع من أعمال الإنتاج الزراعية، مغُطية طيف كبير من قياسات العمل(مساحة أرض ، مخرُجات إنتاج ، الخ...)، ممارسات و الاتجاه التجارى. على طرف من هذا الطيف، هناك المزارع العيشى الذى يزرع مساحة صغيرة من الأرض بمدخلات موارد محدودة، و ينتج غذاء يكفيه هو و عائلته فقط.
على الطرف الآخر من هذا الطيف هناك الزراعة التجارية المكثفة، و التى تشمل الزراعة الصناعية. و هذه الزراعة تتضمن حقول كبيرة و أعداد من الحيوانات، مدخلات موارد كبيرة(مبيدات ، أسمدة ، الخ...)، و مستوى عال من الميكنة. هذه العمليات عامة تحاول أن تعظم الدخل المالى من المحاصيل و الماشية و الدواجن.
الزراعة الحديثة تمتد الى حدود أبعد من الطرق التقليدية لإنتاج غذاء الأنسان و علف الحيوان. السلع الزراعية المنتجة الأخرى تتضمن زهور القطف ، نباتات الزينة و نباتات المشاتل، الأخشاب، الأسمدة، الجلود المستخدمة فى صناعة المنتجات الجلدية، كيماويات صناعية(النشا، السكر، إيثانول، كحولات، اللدائن)، الألياف(القطن، الصوف، القنب، الكتان)، الوقود(الميثان من الكتلة الحيوية، الديزل الحيوى) و العقاقير القانونية و الغير قانونية(المستحضرات الصيدلية الحيوية، التبغ، الأفيون، الكوكايين، القنب الهندى).
شهد القرن العشرون تغييرات ضخمة فى الممارسات الزراعية، خصوصا فى مجال الكيمياء الزراعية. الكيمياء الزراعية تتضمن تطبيقات الأسمدة الكيميائية، المبيدات الحشرية الكيميائية(راجع مكافحة الآفات)، المبيدات الفطرية الكيميائية، تركيب التربة، تحليل المنتجات الزراعية، و الاحتياجات الغذائية لحيوانات المزرعة. بداية من العالم الغربى، الثورة الخضراء قامت بنشر الكثير من هذه التغييرات الى المزارع حول العالم، بنسب نجاح مختلفة.
من التغييرات الحديثة فى الزراعة: الزراعة بدون تربة، تربية النبات، التهجين، المعالجة الوراثية، إدارة أفضل لمغذيات التربة، و مكافحة حشائش محسُنة. لقد أنتجت لنا الهندسة الوراثية محاصيل لها سمات تفوق النباتات الموجودة طبيعيا، كالحاصلات الأكبر و مقاومة الأمراض. البذور المعُدلة تنبتَ أسرع، و ذلك يمكننا من تنميتها فى مساحة نمو ممتدة. الهندسة الوراثية للنباتات موضوع مثير للجدل خصوصا فى حالة النباتات المقاومة لمبيدات الحشائش.
يقوم المهندسون الزراعيون بتطوير خطط للرى، الصرف، الصيانة و الهندسة الصحية، وذلك يكون ذو أهمية شديدة فى المناطق الجافة عادة و التى تحتاج لرى مستمر، و فى المزارع الكبيرة.
التعبئة، المعالجة، و التسويق للمنتجات الزراعية هى أنشطة تتأثر بالعلم. طرق التجميد السريع و التجفيف قامت بتوسيع السوق للمنتجات المزرعية(راجع حفظ الأغذية؛ صناعة تعبئة اللحوم).
الحيوانات، شاملة الأحصنة، البغال، الثيران، الجمال، الألبكة ، الاما، و الكلاب، كثيرا ما تستخدم هذه الحيوانات فى فلاحة الحقول، حصاد المحاصيل و نقل منتجات المزارع الى الأسواق. طبائع الحيوان تعنى تربية و إنماء الحيوان من أجل اللحم أو من أجل جنى المنتجات الحيوانية(كاللبن ، البيض أو الصوف) على أسس مستمرة. قامت الميكنة بزيادة عظيمة فى كفاءة و انتاجية المزارع فى الغرب.الطائرات، طائرات الهليكوبتر، و الشاحنات و الجرارات يتم إستخدامهم جميعا فى الزراعة فى الغرب لبذر البذور و عمليات الرش لمكافحة الحشرات و الأمراض.
[تحرير] تاريخ
[تحرير] أصول قديمة
طورت الزراعة من قبل العديد من الشعوب المستقلة جغرافيا، وتقترح الأدلة أن أول ظهور لنشاط زراعى كان فى الهلال الخصيب.
فى عام 9،500 ق.م.، بدأ المزارعون فى اختيار وزراعة محاصيل غذائية ذات ميزات معينة. على الرغم من وجود دلائل على إستخدام أكثر تبكيرا للحبوب البرية، ولكن لم تظهر المحاصيل المؤسسة للزراعة الا بعد عام 9،500 ق.م. فى البداية ظهر قمح ايمر وقمح الحبة الواحدة، بعدها ظهر الشعير، والبسلة، والعدس، والكتان.
بحلول عام 7000 ق.م. كانت عمليتي بذر البذور والحصاد قد وصلوا الى مصر. وفى عام 6000 ق.م. كانت الزراعة قد رسخت على ضفاف نهر النيل. وفى نفس الزمان؛ لكن فى مكان آخر، كانت الزراعة قد طورت بشكل مستقل فى الشرق الأقصى، لكن مع زراعة الأرز وليس القمح الذى يعتبر المحصول الأساسى. فى عام 5000 ق.م.السومريين كانوا قد قاموا بتطوير لب تقنيات الزراعة والتى تتضمن زراعة الأرض المكثفة الواسعة المجال، الرى المنظم، وإستخدام العمالة المتخصصة.
تقترح الأدلة أن الذرة تم إستئناسها لأول مرة فى الأمريكاتان ما بين الفترة من 3000 الى 2700 ق.م.. البطاطس، و الطماطم، و الفلفل، والعديد من أصناف البقول
[تحرير] الزراعة فى العصور الوسطى
خلال العصور الوسطى،
[تحرير] من النهضة الأوروبية حتى يومنا الحالى
لقد ساعد إختراع نظام تدوير المحاصيل أثناء العصور الوسطى، وإستيراد المحراث الذى إخترعه الصينيون، على تحسين الكفاءة الزراعية بمقدار كبير.